إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 يناير 2011

لماذا نحزن ؟

    لماذا نحزن ؟


أسباب الحزن كثيرة والحياة بها مليئة وتتفاوت الناس فى مشاعرها وقوة تحملها لها
 
ولكن إذا ما دققنا النظر لوجدنا أن أكثر الأسباب أننا جعلنا الدنيا أكبر همنا وحيث أن الحزن غالبا يكون على ما يفوت المرء مما يظن أنه يسره ويسعده أو بفقدان عزيز كان يؤنسه

فكان دعاء النبى صلى الله عليه وسلم
 
فمن كانت الدنيا همه أهمته بمشاكلها التى لا تنتهى فالقلب ليس مشغولا إلا بها ومتى انشغل القلب بشىء انشغل عن أشياء أخرى ربما كانت أهم
 
فالحزن مدخل عظيم من مداخل إبليس لتخويف ابن آدم من مستقبله حتى يوقعه فيما حذر منه العزيز العليم مزينا له ذلك المحذور
 
قال تعالى
 
فإذا خالطك الحزن فقف واسأل نفسك ما السبب ؟

أعلى حطام من الدنيا أحزن أم على نقصان فى الدين أخاف ؟

فإن كان حزنك للدنيا فاعلم أنها تفوتك تفوتك فاتركها أنت أولا بقلبك قبل بدنك قبل أن تجد حسرة فواتها لك فى قلبك

ثم أقبل على ربك فالأخرة هى الباقية فاعمل لها كعملك لدنياك بل أشد عملا فهناك لا حزن ولا ألم وإنما فرح ونعم
 
فاستغن بالله عمن سواه تكن أغنى الناس به ولا تستغن بغيره عنه فتكن أفقر خلقه
.
وإن كان خوفك وقلقك على نقصان فى الدين فنعم الحال حالك إن كان يدفعك للعمل ويبصرك بمواطن الزلل

,
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


( من كانت الأخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمة , ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأتنه من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذى بسند صحيح
فالقلق يؤدى إلى طلب المزيد حتى الاطمئنان إلى ما نريد وحيث لا اطمئنان تام إلا عند الكريم المنان فلابد من الاستمرار فى الزيادة من الأعمال حتى نبلغ بها دار السلام .
.
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )
.
.
( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا )
.




الثلاثاء، 11 يناير 2011

ما أجمل السماء !



ما أجمل السماء !



عندما تجذبك الحياة بمشاغلها ومشاكلها وهمومها إلى الأسفل وتظل تعمل فى دائرة من العناء لا تكاد تنتهى فتكل وتمل وتتمنى لو أن تنسى كل شىء حتى ترتاح .. فهل جربت حينها النظر إلى السماء ؟

فارفع بصرك لأعلى وارقى بروحك للأسمى لتتدبر وتتأمل فى جريان السحاب وتسبيح النسمات للعزيز الوهاب .. حينها ستجد قلبك يردد مع الكون أجمع دون أن تشعر سبحان الله !

فيمتلىء القلب بالتفكر فى صفات الله وعجائب قدرته فى كونه وخلقه وهنا ينشغل القلب بالله عما سواه ويزداد يقينا فى علمه وحكمته فتنسى ما كنت تُعانيه منذ لحظات وإن عدت لما كنت فيه فقد عدت وقلبك ما زال فى السماء ليستنشق عبير الإيمان وعظيم قدرة الرحمن فيقوى بذلك على ما يلاقيه فى هذه الحياة.

فلا تنسى النظر إلى السماء لتهدأ نفسك و يصفو قلبك حتى تستطيع الاستمرار فى هذه الحياة.

ولنا فى حبيبنا صلى الله عليه وسلم خير أسوة إذ كان قد حُبب إليه الخلاء بغار حراء وكان بعدها نزول الوحى من السماء بعد أن تجرد القلب لله وحده ولم يهمه سواه.

قال تعالى مادحا من هذا حاله ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) أل عمران 191

الخميس، 6 يناير 2011

أعظم لذة


أعظم لذة

 
رأيته أمامى .. طفلا غاية فى الجمال تبارك الرحمن ظللت أتأمل فيه وبصرى لا يكاد ينصرف عن النظر إليه .. فقلت فى نفسى سبحان الله !
هذه متعة النظر لمخلوق فى الدنيا فكيف بلذة النظر لوجه خالق الجمال كله فى الجنة !

كثيرا ما كنت أرى البعض يدعو وينتحب باكيا طالبا النظر لوجه ربه الكريم فى الفردوس الأعلى من الجنة فكنت أدعو معه ولكن دون الشعور بما يشعر به من اللهفة والشوق إلى ذلك اللقاء.

فتفكرت فى الأمر وجعلت أنظر إلى السماء وتخليت ماذا لو كشف لى ربى الأن الحجاب و أمتعنى بالنظر لوجهه الكريم وكلمنى بكلامه العظيم فوجدت شعورا بالرهبة من جلال الله قد سيطر علىّ وكذلك الشوق لمثل هذا الأمر وتمنيت لو أن يحدث بالفعل ثم عُدت إلى صوابى وقلت لنفسى كيف يحدث هذا فى الدنيا مُحال ؟

ثم أجبت بعدها قائلة ولكنه فى الجنة مُتاح فماذا لو كلمنى ربى فى الجنة وكلمته ؟ ماذا لو سمعت منه القرآن فيها ونظرت بأُم عينىّ إليه ؟

يا الله حقا إنه أمر عظيم ...

ولكن هل حقا أستحق ذلك ؟ ومن منا يستحقه ! فعلمت أنّا لا ننال ذلك إلا بفضل الكريم المنان بإجابته للصادقين فى طلب هذا المقام

وهنا شابه حالى حال ذلك المُشتاق بدعائه .. وعلى قدر الصدق فى الطلب تكن الإجابة من الملك .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل هذه الأية (وجوه يومئذ ناضرة , إلى ربها ناظرة )

صاحب الكتاب

صاحب الكتاب



عادة إذا ما بدأ الكاتب فى الكتابة فإن كلماته تكون معبرة عن شخصه ومدى تأثره بأفكاره ومعتقداته وقت كتابته ..

 وكلما بسّط الكاتب أسلوبه ونزل به إلى مستوى فهم قرآئه كلما كان محبوبا لديهم وميسورا لهم فعل ما أراده منهم .

فإذا ما قرأ القرآء كتابه وتأثروا بشخصه فى كلماته وعرفوه عن طريق كتاباته أحبوا قراءة كل جديد من مؤلفاته و أحيانا يتمنون لقائه ليرون من تأثروا به وجعلوا أفكاره منهجا يسيرون عليه فى حياتهم ونبراسا ينير لهم طريقهم .

فإذا ما ارتفعنا بهذا المثل لأعلى وجعلناه للعلى القدير لوجدنا أنه سبحانه صاحب أعظم كتاب نستطيع من خلاله معرفة العزيز الوهاب , فكتابه عبارة عن مجموع كلماته التى إن وعيناها عرفناه بها و أحببناه ..

فنجده سبحانه يسّر لنا فهم كتابه و جعلنا ندرك مراده غير أننا لا نحيط به علما لكثرة إعجازه .. فجعل لغة كتابه سبحانه هى لغتنا كى نعى جيدا ما أراده منا.

ولما كان القرآن لا تنقضى عجائبه ولا يحيط بتفسيره المخلوقين ولا ببيانه العلماء العاملين فإننا حتما لا نحيط علما بصاحبه العظيم ,

ولكن يعود علينا حبنا لكلماته بالسعادة فى الدارين إذا ما اتخذناها منهجا لحياتنا و تأثرنا بها فى معاملتنا .. وهنا نبدأ فى التقرب أكثر لصاحب الكتاب حتى يسيطر حبه دون أن ندرى على قلوبنا ثم نجد أننا نتمنى بعد ذلك لقائه شوقا لرؤيته ومناجاته جل جلاله.

قال تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون )